الأحد، 17 يوليو 2011

فوزية تعرف سري الأسود

فوزية تعرف سري الأسود


تتخطى الزحام والأتربة والشوارع الغير معبدة وسط الأفارقة ضخام الأجساد لتصل للباص فقد حان موعد ذهابها للعمل ..فوزية فتاة مسلمة من القرى النائية فالعاصمة دار السلام بتنزانيا ..بجسدها النحيل ولكن بهمتها العالية وحببها الكبير للقمة الحلال فقد سمعت يوما جدتها تقول لها يا بنيتي لقمة الحلال ..لقمة الحلال ..كون فوزية لا تجيد العربية إلى أن سماعها لتلك الكلمة كانت ولا زالت تؤثر في مشاعرها ..لم تستطع إكمال دراستها فالتحقت للعمل بإحدى بيوت العرب الأغنياء في العاصمة ..كان البيت لعزام اليمني وزوجته وأبنائه ..يعيشون في دار السلام كون عزام يملك شركات ومصانع كبرى للطحين والسكر والمواد القرى النائية فالعاصمة دار السلام بتنزانيا ..بجسدها النحيل ولكن بهمتها العالية وحببها الكبير للقمة الحلال فقد سمعت يوما جدتها تقول لها يا بنيتي لقمة الحلال ..لقمة الحلال ..كون فوزية لا تجيد العربية إلى أن سماعها لتلك الكلمة كانت ولا زالت تؤثر في مشاعرها ..لم تستطع إكمال دراستها فالتحقت للعمل بإحدى بيوت العرب الأغنياء في العاصمة ..كان البيت لحسين اليمني وزوجته وأبنائه ..يعيشون في دار السلام كون حسين يملك شركات ومصانع كبرى للطحين والسكر والمواد الغذائية ..يحرص حسين على الذهاب للصلاة في المسجد يوميا وخمس مرات فاليوم أما زوجته فتقوم بعمل حلقات لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم وأبناءه منشغلون بين المدرسة وكرة القدم والنشاطات الرياضية الأخرى ..يبدو ان حسين يحب زوجته كثيرا ..والعائلة سعيدة والكل يحب الإستمتاع بوقته ..وفوزية إرتبطت روحيا بهذه الأسرة ..وتقوم بعملها كما يجب تنظف وتطبخ وتحرص على أن يكون البيت بأبهى حلة طوال الوقت ..وفي يوم من الأيام سمعت الأسرة بخبر سار تم افتتاح مدينة للملاهي كبيرة وجميلة بالقرب من العاصمة وهي للعائلات بالأخص ..أصر الجميع على الذهاب ..واظطر حسين لتأجير سيارة أجرة لأسرته كونه لا يستطيع الذهاب بحكم إرتباطاته بالعمل ..وكذلك فوزية اظطرت للبقاء لأن عليها أن تعد طعام العشاء لهم حين عودتهم ..مرت الساعات وفوزية نائمة بغرفتها التي وضعت لها بالخارج في باحة المنزل الخلفية ..كون فوزية متعبة نامت بعمق وأيقظها كابوس مزعج أصابها بصداع لم يرحم ضعف حالها ..فقامت من فراشها لتذهب للمطبخ علها تجد مسكنا للآلام ..سمعت صوت ضجيج فالمنزل وتذكرت أن سيدها فالعمل من ترى يكون فالداخل ؟ تبتعت الصوت وتفاجأت بما رأت فيغرفة النوم الرئيسية رأتهما حسين ومعشوقته في وضع لا يليق بمقام حسين دارت عليها دنيتها الصغيرة شعرت بقشعريرة وتضايقت وحزنت وتذكرت سيدتها الطيبة الحليمة الراقية الحنونة الرحيمة المخلصة المتواضعة المحبة لزوجها حسين والذي هو كل عالمها..شعر بها حسين وقام من مكانه ليرى من يقف عند الباب ركضت فوزية بسرعة البرق نازلة الدرج على خطى خائفة ..تكاد تتعثر تخطت الزوايا بسرعة في ذالك البيت الكبير وصلت لغرفتها وقفزت على سريرها وتغطت وتظاهرت بالنوم ولكن الشيء الوحيد الذي لم تستطع أن تتحكم به هو دموعها الساخنة دموع الصدمة من سيدها والأسى على زوجته ..لماذا يا حسين لماذا ...؟ أنت المصلي أنت الأب أنت الزوج أنت المحب أنت الحنون أنت الطيب انت الذي يفترض أن تتوج هذه الصفات بالإخلاص لزوجتك التي كرست حياتها ونفسها لله ثم لك.. كم أنت خائن كم أنت دنيء كم أنت صغير ..بكت فوزية بحرقة وسمعت صوت باب غرفتها يفتح ببطء شعرت بجثته تقف عند الباب مثلت النوم بعمق وبأنفاس بطيئة كي لا يعرف انها مستيقظة وعاد غلى الداخل وبعد قليل فتح الباب الكبير وخرج حسين مع من خرج ولم يعد حتى جاء الليل ..وفي اليوم التالي كانت فوزية تعد الفطور للأسرة وتمنت لو لم ترى سيدة المنزل آتية إليها تمنت لو ان سيدتها نائمة أو مريضة أو قد اختفت من الوجود لأن رأيتها سيعيد تشغيل الفيلم المرير في رأس فوزية الصغير وما إن تكلمت السيدة وقالت لها صباحك أمل جميل وانهارت فوزية باكية واحتضنت سيدتها بقوة وقالت فوزية في نفسها أعرف سره الأسود لكنني أحبك كثيرا والموت أرحم لقلبي من أن أفصح لك بسره كي لا أجرحك حبيبتي الغالية أنتي لي الأم والأخت ..وسألتها سيدتها ما يبكيكِ فأجابت إفتقدتكِ بالأمس لا تغيبي عن البيت كل هذه المدة أرجوكي ..كان هذا الرجاء آخر ما قالته فوزية لسيدة البيت وسقطت باكية ولم يتحمل قلبها الصغير الموقف ودخلت في غيبوبة ..مرت سنتين على غيبوبة فوزية وحده حسين يعرف السبب وهو من يردد في باله فوزية تعرف بسري الأسود .

هناك تعليق واحد: